قدمت لنا السينما لقطات شهيرة لأبطال يصابون بأزمات قلبية ولطالما ظن المشاهدون أن البطل نهايته قد اقتربت وأنه على شفا الموت مع أى حركة أو انفعال.
هذا إلى جانب المخزون الثقافى لدى أغلب المصريين فالقلب عضو مهم وحيوى فى الجسم ومجرد التفكير فى أن ضررًا قد نال منه يبعث على التشاؤم والاكتئاب والاستسلام.. والحقيقة أن عددًا كبيرًا من هؤلاء الذين أصيبوا بأزمات قلبية بقوا على قيد الحياة ومارسوا حياتهم الطبيعية وتمتعوا بسنوات عديدة من النشاط والإنتاج فالمريض يملك زمام التحكم فى الكثير من الأمور والعوامل التى تؤثر على مجرى المرض، ولذا فإن فهم المريض لطبيعة المرض ولماذا حدث يحوله إلى طرف إيجابى فى إدارة عملية العلاج.
إذا كنت قد أصبت أنت أو شخص قريب منك بأزمة قلبية فاعلم أنها ليست نهاية العالم، وكما يقول الغربيون "الخبر السار هو أن الأسوأ قد انتهى".
فانسداد الشرايين التاجية هو تلف للبطانة الداخلية للأوعية الدموية بفعل ترسبات دهنية خاصة لدى مرضى الضغط والسكر بالإضافة إلى التدخين والخمول البدنى ويؤدى هذا إلى انسداد جزئى أو كلى للشريان التاجى وبالتالى أعراض الجلطة أو الذبحة وتبعا لحجم الانسداد يكون التأثير على كفاءة عضلة القلب، ولذا كلما حافظت على أسلوب حياة صحية كانت شرايين جسمك أكثر تحملا للتلف.
والحقيقة أن الطبيب وحده هو الذى يمكنه أن يحدد مدى تضرر عضلة القلب ووحده ينصحك بالراحة وتدرج النشاط البدنى والعودة لممارسة العمل وهو يبنى حكمه على حالة القلب وأيضًا طبيعة العمل ومستوى النشاط.
إن حدوث أزمة قلبية حدث خطير من الناحية الطبية، ولكن الجهل بما حدث وأفضل السبل للوقاية هو الخطر الأكبر أن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير نمط الحياة مثل الاهتمام بالنظام الغذائى وممارسة الرياضة والإقلاع فورًا ونهائيًا عن التدخين بات أمرًا ضروريًا فتلك أمور تعقد بل وتقلل الاستجابة للعقاقير الطبية
ومن هنا تأتى أهمية برنامج "إعادة تأهيل مرضى القلب" " Cardiac Rehabilitation" وهو برنامج طبى لمساعدة مرضى القلب التعافى بسرعة وتحسين الأداء بشكل عام من الناحية البدنية والنفسية والاجتماعية ويهدف البرنامج إلى تحقيق الاستقرار، وإبطاء أو حتى عكس تطور مرض القلب وتصلب الأوعية الدموية، مما يقلل من أخطار ومضاعفات أمراض القلب وبالتالى الوفاة ومؤخرًا تراجع سن الإصابة بالأزمات القلبية فأصبحت تصيب الشباب فى الثلاثينيات بل وفى أواخر العشرينيات أيضًا ويرجع ذلك لنمط الحياة من تناول الوجبات السريعة والتدخين والتراخى فى ممارسة أى نشاط بدنى أو رياضة.
وفى الولايات المتحدة ظهرت السيدة الأولى ميشيل أوباما فى برنامج "شارع سمسم" لتحث الأطفال على تناول الوجبات الصحية وممارسة الرياضة قائلة" سأبدأ بنفسى– إذا أردت أن يشب أطفالك على حياة صحية فلتبدأ بنفسك" فقط لا تستسلم للتأجيل والتسويف فهما الداء الأكبر –لا تبدأ غدا –أبدًا الآن "متخفش أنت مش لوحدك".
اسم الكاتب: د. غادة سليم
مصدر المقال: موقع اليوم السابع